قرأت كتاب "الشعر الجاهلي " وقد كتب في عنوانه "تأليف طه حسين:
أستاذ الآداب العربية بكلية الآداب بالجامعة المصرية ".
فما أكثر أسماء الهر وما أقل الهر بنفسه. . .
إن معنى العبارة أن الرجل أستاذ الشعر والكتابة وأساليبهما
وما دخل في ذلك من تفسير ونقد ثم تاريخ الأدب وتحليله وتصحيح رواياته
وجميع مسائله والمقابلة بين نصوصه ثم علومه الأدب المعروفة، كفنون البلاغة
وفنون الرواية، فهذه "الآداب العربية" ومهما ادعى أستاذها في الجامعة فلن
يدعي أنه شاعر ذو مكانة، ولا أنه كاتب ذو فن، واذا أسقطنا هذين فماذا يبقى منه إلا ما يتمحل من بعض الأسباب التاريخية، ثم ما غَناء هذه الأسباب وتاريخ الأدب قائم على الشعراء والكتاب، وصاحبنا يرجع في ذلك إلى طبع ضعيف لم تحكمه صناعة الشعر ولا راضته مذاهب الخيال، ولا عهد له بأسرار الإلهام التي صار بها الشاعر شاعراً ونبغ الكاتب كاتباً، وما هو إلا ما ترى من خلط يسمى علماً، وجرأة تكون نقداً، وتحامل يصبح رأياً، وتقليد للمستشرقين يسميه اجتهاداً، وغض من الأئمة يجعل به الرجل نفسه إماماً، وهدم أحمق يقول هو البناء وهو التجديد.
وما كنا نعرف على التعيين ما الجديد أو التجديد في رأي
هذه الطائفة حتى رأينا أستاذ الجامعة يقرر في مواضع كثيرة من كتابه أنه هو
الشك، ومعنى ذلك أنك إذا عجزت عن نص جديد تقرر به شيئاً جديداً فشك في النص القديم، فحسبك ذلك شيئاً تعرف به ومذهباً تجادل فيه؛ لأن للمنطق قاعدتين:
إحداهما تصحيح الفاسد بالقياس والبرهان، والأخرى إفساد الصحيح
بالجدل والمكابرة
ومَثَل طه والقدماء مَثل رجلين من أهل المنطق، أحدهما قال: هذا اللون
أسود فلا يجوز أن يكون أبيض.
والآخر - الحسينى. . . - قال: كلا بل هذا