وعن أم سلمة أنها قالت: لم يمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحلَّ الله له أن يتزوج من النساء ما شاء، إلا ذات محرم، وذلك قول الله، عز وجل: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ}.

الثانى: وقال آخرون: بل معنى الآية: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} أي: من بعد ما ذكرنا لك من صفة النساء اللاتي أحللنا لك من نسائك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك، وبنات العم والعمات والخال والخالات والواهبة وما سوى ذلك من أصناف النساء فلا يحل لك. هذا مرويّ عن أبي بن كعب، ومجاهد، وعِكْرِمة، والضحاك -في رواية -وأبي رَزِين -في رواية عنه -وأبي صالح، والحسن، وقتادة -في رواية -والسدي، وغيرهم.

قال ابن كثير -رحمه الله-: " واختار ابن جرير، رحمه الله، أن الآية عامة فيمن ذكر من أصناف النساء، وفي النساء اللواتي في عصمته وكن تسعا. وهذا الذي قاله جيد، ولعله مراد كثير ممن حكينا عنه من السلف؛ فإن كثيرا منهم روي عنه هذا وهذا، ولا منافاة، والله أعلم ".

الرابعة:

نزول آية الحجاب.

وقد رواها البخارى عن أنس فى أكثر من موضع بعضها أسهب من بعض حتى قال أنس عن نفسه:

" أنا أعلم الناس بهذه الآية آية الحجاب ... الحديث " حيث قد طال مُكْثُ بعضِ الصحابة

فى بيت النبى - صلى الله عليه وسلم - ليلة عرسه ممن حضر الوليمة، فلما خرجوا قال أنس: " فذهبت أدخل فأُلْقِىَ الحجاب بينى وبينه وأنزل الله الآية .. "

فقد أرخى الستر بينه وبين خادمه ولم يكن له بذلك عهد، وقد أكملت رواية الترمذى الأمر فقد قال أنس فيها: " فلما أرخى الستر دونى ذكرت ذلك لأبى طلحة فقال: إن كان كما تقول لينزلن فيه قرآن، فنزلت آية الحجاب ". وحجاب أمهات المسلمين كلم عمرُ بنُ الخطاب النبىَّ (- صلى الله عليه وسلم -) فيه كثيراً قائلاً: " احجب نساءك " حتى نزل القرآن موافقاً لرأيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015