وفى هذا الزواج المبارك أَوْلَمَ النبىُّ (- صلى الله عليه وسلم -) عليها وأطعمهم لحماً وخبزاً، وقد وقع عند مسلم وعلقه البخارى عن أنس أيضاً قال: " تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل بأهله، فصنعت له أم سليم حيسا، فذهبت به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ادع لي فلانا وفلانا، وذهبتُ فدعوتهم زهاء ثلاثمائة رجل " وللتوفيق بين الروايتين قال ابن حجر:
"ويجمع بينه وبين رواية حميد بأنه - صلى الله عليه وسلم - أولم عليه باللحم والخبز، وأرسلت إليه أم سليم الحَيْس "
مسائل تتعلق بالوليمة:
تعريفها: الوليمة: اسم للطعام فى العرس خاصة.
حكمها: فيها رأيان لأهل العلم:
الأول: الوليمة سنةٌ مستحبةٌ مؤكدة للمتزوج أن يولم بما تيسر دون إسراف للنهى الوارد فى ذلك، وقد أولمَ النبىُّ (- صلى الله عليه وسلم -) على نسائه كما فى هذا الحديث، وهذا مذهب الجمهور.
الثانى: الوجوب
وذهب إلى ذلك الشافعىُّ ومالك - فى قول- والظاهرية، وهو رأى الشيخ الألبانى، ومن أدلتهم:
قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنه لا بد للعرس (وفي رواية للعروس) من وليمة " (?)
إجابة الدعوة للوليمة:
ذهب جمهور العلماء، -وبه قال الشيخ الألبانى كما فى آداب الزفاف- إلى أن إجابة دعوة العُرْس واجبة إلا لعذر، ودليل ذلك رواية ابن عمر عند البخارى: قال (- صلى الله عليه وسلم -): " إذا دُعِىَ أحدكم إلى الوليمة فليأتها ".
وكذلك حديث أبى هريرة عند البخارى ومسلم موقوفاً " ومن ترك الدعوة فقد عصى أبى القاسم ".
* ومن الأعذار المخالفات الشرعية التى تقع، وما شابهها. ودليل ذلك ما رواه ابن ماجة بسند صححه الشيخ الألبانى فى آداب الزفاف عن علي قال:
" صنعت طعاما فدعوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء فرأى في البيت تصاوير فرجع ..... الحديث "