اعْلَم أَن ورشا كَانَ يلقِي حَرَكَة الْهمزَة على السَّاكِن قبلهَا [فيتحرك] بحركتها وَتسقط هِيَ من اللَّفْظ وَذَلِكَ إِذا كَانَ السَّاكِن غير حرف مد ولين وَكَانَ آخر كلمة والهمزة أول كلمة أُخْرَى. والساكن الْوَاقِع قبل الْهمزَة يَأْتِي على ثَلَاثَة أضْرب: فالضرب الأول أَن يكون تنوينا نَحْو قَوْله تَعَالَى (- من نَبِي إِلَّا، [من شَيْء إِلَّا] وَمن شَيْء إِذْ كَانُوا، وكفؤا أحد ومبين أَن اعبدوا اللَّهِ - 5) وَشبهه، وَالثَّانِي أَن يكون [السَّاكِن الْوَاقِع] لَام الْمعرفَة نَحْو: (الأَرْض وَالْآخِرَة والآزفة وَالْأولَى والآن وَالْأُذن وبالأذن) وَشبهه وَهَذَا وَإِن كَانَ مُتَّصِلا مَعَ الْهمزَة فِي الْخط فَهُوَ يجْرِي عِنْد الْقُرَّاء مجْرى الْمُنْفَصِل وَالثَّالِث أَن يكون سَائِر حُرُوف المعجم نَحْو قَوْله تَعَالَى: (من آمن وَمن استبرق وَاذْكُر اسماعيل وألم أَحسب النَّاس وَقَالَت أولاهم وَقَالَت أخراهم وخلوا إِلَى وتعالوا أتل ونبأ ابْني آدم بِالْحَقِّ وذواتي أكل خمط) وَشبهه. وَاسْتثنى أَصْحَاب أبي يَعْقُوب عَن ورش من ذَلِك حرفا