معشر الأزد تبدّلتم من [قلوس] [1] السفن أعنّة الحصن. الأعراب، وما الأعراب! يا كناسة المصرين، جمعتكم من منابت الشيخ [2] والقيصوم ومنابت الفلفل، تركبون البقر والحمر فى جزيرة بنى كاوان [3] ، حتّى إذا جمعتكم كما يجمع قزع [4] الخريف، قلتم كيت وكيت. أما والله، لأعصبنّكم عصب السلمة [5] . يا أهل خراسان! هل تدرون من واليكم؟ يزيد بن ثروان. كأنّى بأمير قد جاءكم، من جاء وحكم فغلبكم على فيئكم وظلالكم. إنّ هاهنا نارا ارموها أرم معكم، ارموا غرضكم الأقصى. قد استخلف عليكم أبو نافع ذو الودعات. الشام أب مبرور، والعراق أب مكفور، حتّى متى ينتطح أهل الشام بأفنيتكم وظلال دياركم. يا أهل خراسان! انسبوني تجدوني عراقىّ الأب، عراقىّ الأمّ، عراقىّ المولد، عراقىّ الهوى والرأى والدين، وقد أصبحتم اليوم فى ما ترون من الأمن والعافية وقد فتح الله لكم البلاد، وآمن سبلكم، فالظعينة تخرج [513] من مرو إلى بلخ بغير جواز، فاحمدوا الله على النعمة، وسلوه المزيد.» ثم نزل.
فأتاه أهل بيته، فقالوا:
- «ما رأينا كاليوم قطّ، والله، ما اقتصرت على العالية وهم شعارك ودثارك،