والباهليّون يقولون: صالحهم قتيبة على مائة ألف رأس [1] وبيوت النيران وحلية الأصنام. فقبض [498] ما صالحهم عليه، وأتى بالأصنام فسلبت ووضعت بين يديه وكانت كالقصر العظيم حين جمعت، فأمر بتحريقها.
فقالت الأعاجم:
- «إنّ فيها أصناما من حرقها هلك.» فقال قتيبة:
- «أنا أحرقها بيدي.» فجاء غورك [2] ، فجثا بين يديه وقال:
- «إنّ شكرك علىّ واجب، لا تعرّض لهذه الأصنام.» فدعا قتيبة بالنار، فأخذ شعلة بيده، وخرج فكبّر، ثمّ أشعلها وأشعل الباب، فاضطرمت، فوجدوا من بقايا ما كان فيها من مسامير الذهب والفضّة خمسين ألف مثقال.
ومن ملح الحديث وإن لم يكن من شرط هذا الكتاب، أنّ قتيبة أصاب بالسغد جارية رابعة من ولد يزد جرد [3] ، فقال:
- «أترون ابن هذه يكون هجينا؟» فقالوا:
- «نعم، يكون هجينا من قبل أبيه.» فبعث بها إلى الحجّاج، فبعث بها الحجّاج إلى الوليد، فولدت له يزيد بن الوليد.