الساعة رسوله على المغيرة بن عبد الله يأمره بحبسي فأقيموا ربيئة [1] ينظر، فإذا رأيتم الرسول قد جاوز المدينة وخرج من الباب فإنّه لا يبلغ البروقان حتّى يبلغ طخارستان.» فبعث المغيرة رجلا فلا يدركنا حتّى نبلغ شعب خلم [2] ، ففعلوا، وكان كما قال: وأقبل رسول قتيبة إلى المغيرة يأمره بحبس نيزك. فلمّا مرّ الرسول إلى المغيرة وهو بالبروقان- ومدينة بلخ يومئذ خراب- ركب نيزك فى أصحابه فمضوا، وقدم الرسول على المغيرة وهو بالبروقان فى طلبه، فوجده قد دخل فى شعب خلم، فانصرف المغيرة، وأظهر نيزك الخلع، وكتب إلى إصبهبد بلخ، وإلى باذان ملك مروروذ، وإلى سهرك ملك الطالقان، وإلى شهرك ملك الفارياب، وإلى ملك الجوزجان يدعوهم إلى خلع قتيبة، فأجابوه وواعدهم [481] الربيع أن يجتمعوا ويغزوا قتيبة، وكتب إلى كابل شاه يستظهر به، وبعث إليه بثقله، وسأله أن يأذن له، إن اضطرّ إليه، أن يأتيه ويؤمنه فى بلاده. فأجابه إلى ذلك، وضمّ ثقله.

وكان جبغويه [3] ملك طخارستان ونيزك من عبيده، إلّا أنّه كان ضعيفا واسمه الشذّ [4] ، فأخذه نيزك وقيّده بقيد من ذهب مخافة أن يشغب عليه ويمنعه. فلمّا استوثق منه أخرج عامل قتيبة من بلاد جبغويه وكان العامل محمد بن سليم الناصح، وكان محبّبا مصدّقا عند الناس، وبلغ قتيبة خلع نيزك فى قبل الشتاء، وقد تفرّق عنه الجند، فلم يبق معه إلّا أهل مرو، فبعث أخاه عبد الرحمان إلى بلخ فى اثنى عشر ألفا إلى البروقان وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015