استعمله عبد الرحمان عليها يقال له عبد الله بن عامر بن بنى مجاشع. فلمّا قدم عليه ابن الأشعث منهزما أغلق باب المدينة دونه، ومنعه دخولها. فأقام عبد الرحمان أيّاما رجاء افتتاحها ودخولها. فلمّا رأى أنه لا يصل إليها خرج حتّى أتى بست [1] ، فكان استعمل عليها رجلا يقال له: عياض بن هميان السدوسي، فاستقبله وقال له:

- «انزل.» [434]

ذكر طمع عياض فى ابن الأشعث

فجاء ابن الأشعث حتّى نزل به وانتظر حتّى غفل أصحاب عبد الرحمان، وتفرّقوا عنه وثب عليه، فأوثقه وأراد أن يأمن بها عند الحجّاج ويتخذ بها عنده مكانا، وقد كان رتبيل حين سمع بمقدم عبد الرحمان عليه استقبله فى جنوده، وجاء حتّى أحاط ببست، وبعث إلى البكرىّ، والله، لئن آذيته بما يقذى عينه أو ضررته ببعض المضرّة، أو رزأته حبلا من شعر، لا أبرح العرصة حتّى أستنزلك فأقتلك وجميع من معك، ثمّ أسبى ذراريّكم، وأقسّم بين الجند أموالكم، وأقتل من عاند [2] منكم.» فأرسل إليه البكري أن:

- «أعطنا أمانا على أنفسنا وأموالنا ونحن ندفعه إليك سالما وما كان له من مال موقّرا.»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015