ثم ملكت خماى [1] بنته، لأنّها حملت منه دارا الأكبر، وسألته أن يعقد التاج له في بطنها، ويؤثره بالملك، ففعل بهمن ذلك. وكان ساسان [2] بن بهمن في ذلك الوقت رجلا يتصنّع للملك، [لا يشكّ] [3] فيه. فلما رأى ساسان ما فعل أبوه، شقّ عليه، فلحق بإصطخر، وتزهّد، وخرج من الحلية، واتخذ غنيمة، فكان يتولّى ماشيته بنفسه، واستشنعت العامة ذلك من فعله، وقالوا:
- «صار ساسان راعيا» .
وسبّوه به. [62] ثم لمّا كبر دارا حوّل التاج إليه. وكانت خماى ضبطت الحكم [4] بنجدة ورأى وحصافة، وأغزت الروم جيشا، وأوتيت ظفرا. فقمعت الأعداء وشغلتهم عن تطرّف [5] شيء من بلادها، ونال رعيّتها في تدبيرها خفض ورفاهة، إلى أن ملّك ابنها
فنزل بابل، وكان ضابطا لملكه، قاهرا لمن حوله من الملوك يؤدّون إليه الخراج. ابتنى بفارس مدينة، وسماها: «دارا بجرد [7] » . وحذف دوابّ البريد [8]