- «أصلحك الله، إنّ بكيرا دعاني إلى خلعك، وقال: لولا مكانك لقتلت هذا القرشىّ وأكلت خراسان.» فقال أميّة:
- «ما أصدّق بهذا وقد فعل وفعلت ما فعلت.» فأتاه بضرار بن حصن وعبد العزيز بن حارثة، فشهدا أنّ بكيرا قال لهما: لو أطعتمانى قتلت هذا القرشىّ المخنّث، ودعانا إلى الفتك بك.» فقال أميّة:
- «أنتم أعلم وما شهدتم، وما أظنّ هذا به، وإنّ تركه- وقد شهدتم بما شهدتم به- عجز.» فقال له:
- «إنّ عتّابا يحمله على ذلك.» فقال لحاجبه وصاحب حرسه، وكان يومئذ عطاء بن أبى السائب:
- «إذا دخل بكير وبدل [1] وشمر دل ابنا أخيه فنهضت [401] فخذوهم.» وجلس أميّة للناس وجاء بكير وابنا أخيه. فلما جلسوا قام أميّة عن سريره، فدخل وخرج الناس، فلما همّ بكير بالخروج حبسوه وابني أخيه. فدعا أميّة ببكير وقال:
- «أنت القائل كذا وكذا؟» فقال:
- «تثبّت أصلحك الله ولا تسمع قول ابن المحلوقة.» فحبسه وأخذ جاريته، وكانت تسمّى: العارمة [2] ، فحبسها معه، وحبس الأحنف بن عبد الله العنبري. فلما كان من الغد، أخرج بكيرا، فشهد بحير وضرار وعبد العزيز أنّه دعاهم إلى خلعه والفتك به. فقال: