وأنا أرى أنه يأخذ على ناحية بجيلة [1] ويخرج إلى دار المختار، فلا يلقانا من نكترث له.

وكان إبراهيم فتى حدثا شجاعا فكان لا يكره أن يلقاهم، فقال:

- «والله، لآمرّنّ على دار عمرو بن حريث إلى جانب القصر وسط السيوف، فلأرعبنّ عدوّنا ولأرينّهم هوانهم علينا.» قال: فأخذنا على باب الفيل، ثمّ على دار عمرو بن حريث حتّى إذا جاوزناها لقينا إياس بن مضارب فى الشرطة مظهرين السلاح، فقال لنا:

- «من أنتم؟» فقال:

- «إبراهيم بن الأشتر.» فقال له ابن مضارب:

- «ما هذا الجمع الذي معك، وما تريد؟ والله إنّ [189] أمرك لمريب، ولقد بلغني أنك تمرّ كلّ عشيّة هاهنا، وما أنا بتاركك حتّى آتى بك الأمير، فيرى فيك رأيه.» فقال إبراهيم:

- «لا أبا [2] لغيرك، خلّ سبيلنا.» قال:

- «كلّا والله، لا أفعل.» ومع إياس رجل من همدان يقال له: أبو قطن كان يصحب أمراء الشرطة، فهم يكرمونه ويؤثرونه- وكان صديقا لابن الأشتر، فقال ابن الأشتر:

- «يا با قطن، أدن منّى.» ومع أبى قطن رمح طويل، فدنا أبو قطن منه ومعه الرمح وهو يرى أنّ ابن الأشتر يطلب إليه أن يشفع له إلى ابن مضارب، ليخلّى سبيله. فقال إبراهيم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015