عظماء الترك يقال له: فيران [1] . فلمّا فعل ذلك سياوخش، انصرف عنه من كان [2] معه من جند أبيه، إلى أبيه. وأكرم فراسياب سياوخش، وزوّجه ابنة له، وهي أمّ كيخسرو، ولم يزل على إكرامه [3] ، إلى أن ظهر له من أدب سياوخش وإربه [4] وكماله، ونجدته ما أشفق منه، وضرّب [5] بينهما أخ كان [35] لفراسياب وابنان له حذرا على ملكهم. وله خبر طويل في ذلك، إلى أن قتل وامرأة سياوخش- وهي ابنة فراسياب- حامل منه، بابنه كيخسرو. فطلبوا له الحيلة، لاسقاطها ما [6] في بطنها، فلم تسقط.

ثم إن فيران الذي توسّط الصلح بين سياوخش وبين فراسياب، أنكر ما جرى من فعل فراسياب، وحذّره عاقبة الغدر والطلب بالثأر، وأشار عليه أن يدفع ابنته إليه، يعنى: زوجة سياوخش، لتكون عنده إلى أن تضع، ثم إن أراد قتله قتله [7] .

ففعل فراسياب ذلك. فلما وضعت، امتنع فيران من قتل الولد، وستر أمره حتى بلغ المولود، وهو كيخسرو.

ويحكى: أن كيقابوس بعث بيب [8] بن جوذرز إلى بلاد الترك، وأمره بالبحث عن أمر المولود الذي لسياوخش، والتأتّى لإخراجه مع أمّه. ففعل بيب ذلك، وبقي زمانا طويلا يبحث عن أمره، إلى أن وقف على خبره. فاحتال [36] فيه وفي أمّه، حتى أخرجهما من أرض الترك. فاستقبلهما رستم الشديد في جند عظيم من أولى البأس والنجدة، وطلب الترك أثر كيخسرو، فجرت بينهم وبين رستم حروب ظفر فيها رستم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015