- «فده.» فوداه من بيت المال، وعزل عبد الله، وولّى عبيد الله بن زياد.
كان عمر بن الخطّاب كثيرا ما يقول:
- «تذكرون كسرى وقيصر ودهيهما، وسياستهما وعندكم معاوية.»
فممّا يحضرنا من ذلك: أنّ عمرو بن العاص، كان وفد إلى معاوية ومعه أهل مصر، فقال لهم عمرو:
- «انظروا، إذا دخلتم على ابن هند، فلا تسلّموا عليه [66] بالخلافة، فإنّه أعظم لكم في عينه، وصغّروه ما استطعتم.» فلمّا قدموا عليه، قال معاوية لحاجبه:
- «كأنّى بابن النابغة، قد صغّر شأنى عند القوم، فإذا دخل الرجل، أو الوفد، فتعتعوهم [1] أشدّ ما يكون، فلا يبلغنّى رجل منهم، إلّا وقد أهمّته نفسه. [2] » فكان أوّل من دخل عليه رجل من مصر، يقال له: ابن خيّاط، فدخل وقد تعتع، فقال:
- «السلام عليك، يا رسول الله!» فتتابع القوم على ذلك، فلمّا خرجوا من عنده، قال لهم عمرو: