بدنباوند [1] ، فقتله.

ولم يسمع من أمور الضحّاك بشيء يستحسن، ولا نقل من أخباره ما يكتب غير شيء واحد. وهو أنّ بليّته [2] لما اشتدّت، وطالت أيّامه وتراسل وجوه الناس في أمره، وأجمعوا على المصير إليه من البلدان، وافى بابه العظماء والوجوه من النواحي والأقطار، وتناظروا في الدخول عليه والتأتّى له [3] واستعطافه، وأجمعوا على تقديم كابى الإصبهانى، وذلك لما رأوا من تحرّقه على ولديه، [14] وجرأته على الكلام. فلما اجتمعوا ببابه أعلم بمكانهم، فأذن لهم، فدخلوا يقدمهم كابى.

فمثل بين يديه، وأمسك عن السلام.

ثم قال:

- «أسلّم عليك سلام من يملك الأقاليم كلّها، أم سلام من يملك هذا الإقليم؟» فقال: «بل سلّم سلام من يملك الأقاليم كلّها، فإنّى ربّ الأرض.» فقال له كابى: «فإن كنت مالك الأقاليم كلّها، فما بالك خصصت بتحاملك ومؤنك [4] وإساءتك ناحية كذا؟ وهلّا قسمت أمر كذا بين الأقاليم؟» ثم عدّد أشياء، وجرّد له الصّدق، حتى انخزل [5] له الضحّاك وأقرّ، ووعد الناس بما يحبّون، وأمرهم بالانصراف ليتّدعوا [6] ، ثم يعودوا إليه ليقضى حاجاتهم.

وكانت له أم فاحشة بذيئة [7] جبّارة، وكانت تسمع كلامهم لمّا دخلوا عليه، فاغتاظت منهم وأنكرت إقراره للقوم. فكلّمت بيوراسب [8] منكرة عليه وقالت:

- «هلّا دمّرت عليهم وأمرت بهم؟»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015