الهدى، ومصابيح الدجى [1] ، كدرارى النجوم تهدى الساري بنورها، وتقى الغاوي من فتنة الدنيا وغرورها.
والدعاء لخليفته الإمام المقتدى بأمر الله أمير المؤمنين صاحب العصر المؤيد بالنصر المختار من شجرة طيبة للشرف [2] والعلاء، «أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها في السَّماءِ» 14: 24 [3] شربت من ماء النبوة الطاهرة عيدانها، وتفرّعت بالخلافة الظاهرة أفنانها. كما قال جدّه العباس لبعض أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين: كان رسول الله دوحة نحن أغصانها وأنتم جيرانها، وهو المنصب العظيم، من المحتد الصميم، والبيت الكريم، الذي أول درجاته النبوّة والكرامة، وثانيهما [4] الخلافة والإمامة. ولا ثالث لها بعد ذلك إلى القيامة.
توارثها إمام عن امام. وقام بها أمير المؤمنين المقتدى بأمر الله خير قيام.
إنّ الذي رفع السماء بنى لهم ... بيتا دعائمه أعزّ وأطول [5]
شدّ الله عضده بذخر الدين، وولّى عهده فى المسلمين، وباخوته الغرّ الميامين، وجعلها كلمة باقية فى عقبه إلى يوم الدين، [4] وأيّد دولته بجلالها الذابّ عن حماها، المناضل عن علاها، جمال الملة مغيث الأمّة معزّ الدنيا والدين يمين أمير المؤمنين الملك العادل المحبب إلى القلوب، والركن الشديد المعدّ لدفع الخطوب، ودّبر ملكه بنظامه المبارك فى أيامه، قوام الدين رضىّ