الدولة أخته اليه وأنفذ جميلة الى الرقة وحدرها منها الى عانة وعدل بها من عانة الى الموصل وسلّمت الى أبى الوفاء فكانت فى يده الى أن انحدر الى بغداد فحدرها معه وحصلت معتقلة فى الدار فى بعض حجرها مع جواري عضد الدولة ونسائه.
وفى هذه السنة أمر عضد الدولة بعمارة منازل بغداد وأسواقها وكانت مختلّة قد أحرق بعضها وخرب البعض فهي تلّ.
وابتدأ بالمساجد الجامعة وكانت أيضا فى نهاية الخراب فأنفق عليها مالا عظيما وهدم ما كان مستهدما من بنيانها وأعادها على إحكام وشيّدها وأعلاها وفرشها وكساها وتقدم بإدرار أرزاق قوّامها ومؤذنيها والائمة والقرّاء فيها وإقامة الجرايات لمن يأوى إليها من الغرباء والضعفاء، وكان ذلك كله مهملا لا يفكّر فيه.
ثم أمر بعمارة ما خرب من مساجد الارباض المختلفة وأعاد وقوفها وعوّل فى هذه المصالح على عمّال ثقات أشرف عليها نقيب العلويّين.
ثم الزم أرباب العقارات التي احترقت ودثّرت فى أيام الفتنة أن يعيدوها إلى أفضل أحوالها فى العمارة وفى الحسن والزينة، فمن قصرت يده عن ذلك اقترض من بيت ماله ليرتجع منه عند الميسرة ومن لم يوثق منه بذلك أو