أحكامها واستفحل أمره وكثرت البوادي معه، فسار إلى أحياء عقيل المقيمة بالشام ليواقعها [505] ويخرجها عن تلك البلاد، فلجأت إلى أبى تغلب وسألته نصرتها ومتّت إليه بالرحم النزارية وكتب ابن الجراح إليه يسأله ألّا يفعل ذلك ومتّ إليه بالحلف الذي وقع قديما فى الجاهلية بين ربيعة واليمن، فتوسط بين الجهتين على التكافّ إلى أن يرجع الى صاحب المغرب ويمتثل ما يرد منه فى الأمر الذي شجر بينهما.

ورحل فنزل فى جوار عقيل على أنّه مانع لها المسير والإبتداء بالشرّ فأوحش ذلك ابن الجرّاح والفضل صاحب [1] صاحب المغرب وخافاه وظنا أنّ اجتماعه مع بنى عقيل لتدبير على أعمالهم، فسار الفضل عن باب دمشق على طريق الساحل إلى الرملة.

وضجر أبو تغلب من طول مقامه [2] ، واتصل [3] كتب كاتبه إليه بالتسويف والتعليل فسار الى الرملة مع احياء عقيل [4] وذلك فى المحرم سنة 369 فهرب ابن الجراح والفضل من بين يديه حتى [5] بعد، وكتب الفضل يستنجد ويجمع الى نفسه جيوش السواحل وولاته.

وجمع أيضا ابن الجراح الرجال واحتشد فتوافت إليهما طوائف كثيرة واستأمن الى أبى تغلب ممن كان معهما اسختكين التركي المغربي وغيره من الأتراك وقطعة من الرجال الاخشيدية والمغاربة وعطف إليه الفضل وابن الجراح فيمن جمعا فوقعت الوقعة على باب الرملة يوم الاثنين لليلة خلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015