الأمر على غاية الأخلوقة والفضيحة.
وواصل بختيار وابن بقية عدّة الدولة [461] أبا تغلب ابن حمدان ومعين الدولة عمران بن شاهين وقطعت الخطبة ببغداد وجميع منابر العراق عن اسم عضد الدولة وزعم بختيار أنّ الرئاسة له بعد ركن الدولة.
وشرع ابن بقية فى تلقيب ثان مضاف إلى لقبه الأول وأن ينشأ كتاب عن الخليفة بالزيادة فى المقاطعة والمكاشفة وأشيع ذلك على المنابر وأطلق للناس الكلام القبيح وعظم بختيار وأنزل منزل ركن الدولة بالعراق والممالك المجاورة له وزعم أنّه يلتمس تلك المنزلة من عضد الدولة ومن دونه وتلاه ابن بقية فى هذه المراتب ووجد من جهال الجند مساعدة له ورغبة فى حطام يتناولونه منه ويأكلون عنده واسرارا للبراءة منه وإسلامه.
وكان يظن أنّه، عنده إن بلغ ما يحبّ بالتدبير الذي دبّره، فقد فاز وإن انعكس عليه كان بختيار الهالك وهو الناجي فيظن ظنّا خطأ لأنّ من سلك مسلكه لم ينج ولم يخل من ورطة يقع فيها تكون سبب هلاكه. [1]
وفى هذه السنة تحرك عضد الدولة نحو العراق ورحل من فارس فجد محمد بن بقية وبختيار فى مكاتبة الجماعة المذكورة.
وكان حسنويه بن الحسين الكردي خاصة يغرّ بختيار من نفسه ويطمعه فى أنّه سائر إليه لمعاونته [462] بنفسه وأهل بيته ومن يطيعه من الأكراد وكان يحب أن يشتت الألفة ويفرق الكلمة، لأنّ نظام أمره كان فى انتشار أمر