سار جعل سواده بينه وبين دجلة وله خيمة تضرب على رسم لهم فما دامت الخيمة منصوبة فالقتال واقع ومتى قلعت كان ذلك علامة الهزيمة.

فلمّا كان يوم مسيره إلى ديالى أخذ السواد يسير على طول ديالى واجتهد أن يضبطه ويستوقفه فلم يمكن ذلك.

وأراد أن يضرب الخيمة على الرسم فلمّا تباعد الديلم وصار بين السواد والديلم فرجة دخل أصحاب توزون وأعرابه [114] بين السواد والديلم وأوقعوا بالسواد ولم يكن عنه دافع فدفعت الضرورة إلى أن ينصرف وصارت هزيمة، واضطرّ الديلم إلى أن يستأمنوا إلى توزون لأنّهم رحالة فاستأمن أكثرهم إلى توزون وأخذ الأمير على طريق بادرايا [1] ، وباكسايا إلى الأهواز.

وقد كانت الميرة أيضا ضاقت على الأمير أبى الحسين حتى اضطر فى الليلة التي انصرف فيها من غد إلى أن ذبح خمسين جملا من جماله وفرق لحمها على أصحابه ورجاله وأخذ له بقر فذبحها ونهب فى وقت هزيمته نهبا عظيما.

واستؤسر من وجوه قوّاده سبعة عشر قائدا فيهم أبن الداعي العلوي [2] وأسر أبو بكر أبن قرابة واستأمن من الديلم أكثر من ألف رجل.

وأقام توزون وعاوده الصرع يوم هزيمة الأمير أبى الحسين وشغل بنفسه عن الطلب فعاد إلى داره.

ونعود إلى تمام خبر المستكفى بالله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015