- «عد إلى استتارك.» فقال ابن مقاتل:
- «لم أحدّ لذلك حدا، فإذا شئت فعلت.» فضجّ ناصر الدولة من ذلك لأنّه مضطرّ إلى الوفاء بعهده وعلم أنّ الحيلة قد تمّت عليه. فاضطرّ إلى أن فصل أمره على مائة وثلاثين ألف دينار.
ونظر ناصر الدولة فى أمر النقد والعيار فأمر بتصفية العين والورق وضرب دنانير سمّاها: الإبريزيّة، [1] من أجود عيار وكتب فى ذلك كتابا.
إنّ ديسم بن إبراهيم لمّا تمكن من أذربيجان- وقد كتبنا خبره فيما تقدّم- كان معظم جيشه الأكراد إلّا طائفة يسيرة من بقية عسكر وشمكير اختاروا المقام معه حين ردّ عسكر وشمكير إليه. فتبسّط عليه الأكراد وزاد أمرهم فى الإدلال والتحكّم إلى أن صاروا يتغلّبون على حدود أعماله فنظر فى أمره فلم يجد من يستظهر عليهم بهم إلّا الديلم، فاجتذب جماعة من أكابرهم [65] منهم صعلوك بن محمّد بن مسافر وأسفار بن سياكولى [2] وجماعة من أمثالهم وصار إليه جماعة من الموصل وفيهم رجل كان من قوّاد بجكم فنفاه بجكم من عسكره لشيء أنكره منه يقال له: علىّ بن الفضل الصولي، فأفضل عليه ديسم وموّله وعظّم محلّه فاجتذب الديلم إليه. فلمّا قويت شوكة ديسم بهم انتزع من يد الأكراد ما كانوا تغلّبوا عليه وقبض على جماعة من