وقوع اسم الوزارة عليه سنة واحدة وثمانية أشهر وخمسة وعشرين يوما.
وقلّد مكانه أبا جعفر محمّد بن يحيى بن شيرزاد وسلّم إليه علىّ بن خلف، فصادره على خمسين ألف دينار وسفّر أبو جعفر بن شيرزاد فى الصلح بين بجكم وبين البريدي. فتمّ ما شرع فيه وضمن أبو عبد الله البريدي أعمال واسط بستمائة ألف دينار فى السنة.
ولمّا اتّفق موت الوزير أبى الفتح وصولح البريدي شرع أبو جعفر ابن شيرزاد فى تقليد أبى عبد الله البريدي الوزارة وأشار بذلك فأنفذ الراضي بالله أبا الحسين إلى أبى عبد الله البريدي فى تقلّد الوزارة، فامتنع منها، ثمّ استجاب إليها، وتقلّد الوزارة وخلّفه عبد الله بن علىّ النّفري بالحضرة كما كان يخلّف الفضل بن جعفر.
وكان بجكم قلّد بالبا التركىّ أعمال المعاون بالأنبار فكاتبه يلتمس منه أن يقلّده أعمال طريق الفرات بأسرها ليكون فى وجه ابن رائق وهو بالشام.
فقلّده ذلك فنفذ إلى الرحبة وغلب عليها وكاتب ابن رائق وأقام له الدعوة فى أعمال طريق الفرات وعظم أمره بها واتصل خبره ببجكم.
أنفذ بجكم غلامه يوستكين [1] وعدلا حاجبه وقطعة من جيشه نحو أربعمائة رجل فوصلوا إلى الأنبار وقت العصر من يومهم وساروا من سحر ليلتهم إلى هيت وأخذوا منها الأدلّاء فسلكوا طريق البرّيّة ووصلوا إلى الرحبة فى خمسة أيّام فدخلوها من بابين من أبواب الرحبة وجميع ذلك بوصيّة