فلمّا ورد الرسول وأدّى الرسالة فرّج عن بجكم وفرّج بأن ابتدأه بنو حمدان بمسألة الصلح وكان فكر فى تسليم الموصل [14] إليه والانحدار لدفع ابن رائق. فبادر وركب من وقته إلى الراضي وعرّفه ما ورد به الطالقاني واستأذنه فى إمضاء الصلح. فامتنع الراضي لشدّة غيظه على ابن حمدان.
فعرّفه أنّ الصواب فى اجابته إليه والمبادرة إلى بغداد التي خرجت عن يده وهي دار الملك فأذن له فى المصالحة. فردّ من يومه الطالقاني بالصلح وأنفذ معه الخلع واللواء والقاضي أبا الحسين ابن أبى الشوارب ليستحلف ابن حمدان ورجع مع مال التعجيل.
وبعد نفوذ الطالقاني جاء جعفر بن ورقاء وتكينك من عند بجكم إلى الموصل ثمّ تبعهما محمّد بن ينال الترجمان فى مرقعة [1] منهزمين من يد ابن رائق ووصفوا أنّه لمّا ظهر من استتاره ببغداد انضمّ إليه ثلاثمائة رجل من القرامطة فلقيه بديع غلام جعفر بن ورقاء وانهزم بديع وخرج إلى ابن رائق وهو بالمصلّى جماعة من الجند والحجريّة [2] وخلق من العامّة وقالوا:
- «نحن نقاتل بين يديك.» فأعطاهم خمسة دراهم [3] وثلاثة دراهم.
وكان جعفر بن ورقاء وأحمد بن خاقان وابن بدر الشرابي فى دار السلطان وما يليها فراسلهم ابن رائق وسألهم الإفراج له ليمضى إلى داره التي هي دار مونس. فأنزلها بجكم فمنعوه من ذلك فقاتلهم وانهزموا وقتل ابن بدر، واستأمن إلى ابن رائق جماعة من الرجال، فوعدهم [15] بالعطاء وأعطاهم خواتيم طين تذكرة بالمواعيد، وصار إلى دار السلطان [ولم يدخلها