كان أطوم بن جرجين بثّ جواسيسه ليعرف [1] أخبارهم واطّلع على هذه العزيمة منهم فسبقهم بأن رتب على رؤوس الجبال فى طريقهم جموعا من الأرمن يرمونهم بالحجارة وكان طريقهم من هذه الجبال على موضع عرضه نحو خمسة أذرع وعلى يسرته الجبل وعن يمينه نهر عظيم جار والمهوى إليه أكثر من مائة ذراع. ووقف الأرمن متمكّنين على هذا الموضع وسار أطوم بنفسه من قلعته فى نفر فكمن على طريق المضيق حتّى ان أفلت انسان منهم أوقع به.
فلمّا انتهى الجيل والديلم إلى ذلك المضيق أرسلوا عليهم الحجارة فكانت الصخرة تأتى فتصدم الراكب والمركوب والرجّالة والبهائم والجمال فلا يمتنع منها شيء ويسقطون إلى النهر ويتلفون.
فترجّل قوم [11] من الفرسان ودخلوا من قوائم الدوابّ فربّما سلم الواحد بعد الواحد. فهلك فى ذلك الموضع أكثر من خمسة آلاف رجل وسلم جماعة لشكرستان فيمن سلم ومضى بمن معه إلى ناصر الدولة وهو بالموصل لائذين [2] به فنزلهم بشيء من الأرزاق يسير فاختار بعضهم أن يقبض نفقة وينصرف عنه واختار بعضهم أن يقيم مع لشكرستان فأمّا الذين قبضوا النفقات فأخذوا جوازات وانحدروا إلى واسط لاحقين ببجكم. وأمّا الباقون فإنّهم كانوا خمسمائة رجل فجرّدهم