مضربه بديالى فأقام فيه يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء وأنفذ سرّية فى طلب ابن رائق وكاتب الجيش الذي معه عن الراضي بالتخلية عنه والوصول إلى حضرة السلطان فانفضّ الجيش عنه ورجع ابن رائق إلى بغداد سرّا واستتر بها.
فلمّا كان يوم الخميس للنصف من ذى القعدة خلع الراضي على بجكم خلعة ثانية وانصرف إلى دار مونس بسوق الثلاثاء وهي التي كان ينزلها ابن رائق. فلمّا كان يوم الخميس لثمان بقين من ذى القعدة خلع الراضي على بجكم خلعة ثلاثة وعقد له لواء وجعله أمير الأمراء فكان مدّة إمارة ابن رائق سنة واحدة وعشرة أشهر وكسر.
ولمّا كان يوم الجمعة لسبع بقين من ذى القعدة أنفذ الراضي إلى بجكم خلع منادمة وكنّاه وأنفذ إليه مع الخلع شرابا وطيبا وتحيّات وتمّت له الرئاسة.
تمّت المجلّدة الخامسة من كتاب تجارب الأمم ويتلوها فى المجلّدة السادسة حكاية عن بجكم تدلّ على دهاء ونكر والحمد لله وصلّى الله على محمّد النبي وآله الطيبين الطاهرين أجمعين.
فرغ من انتساخه محمّد بن علىّ أبو طاهر البلخي فى المحرّم سنة ستّ وخمسمائة [1] .