المستأمنة والشحنة وأكابر الناس إليه وتتابعوا فتقبّل الجميع وأحسن إليهم قولا وفعلا وصفح عن كلّ من بلغه عنه فحش فى الخطاب أو إساءة فى عمل، وأحسن فى سيرته حتّى اطمأن إليه الناس وأمنه أعداؤه. وعسكر بظاهر شيراز ونادى فيها ببث العدل [445] وأمان الناس من جميع ما يكرهون، وأمر العامّة بالانتشار فى معايشهم والخروج إلى مصالحهم آمنين، ففعل الناس ذلك.
ثمّ اضطرّ بعد ذلك إلى سيرة أخرى لكثرة مطالبات الجند واقتراحاتهم وبلغ من أمره ما سنكتبه فى موضعه بمشيئة الله وعونه.
وفيها ورد كتاب أبى جعفر محمّد بن القاسم الكرخي وكان يتقلّد أعمال الخراج والضياع بالبصرة والأهواز بتاريخ يوم الثلاثاء لأربع خلون من المحرّم بأنّ الكتب وردت عليه بدخول أصحاب مرداويج إصبهان وأنّه خرج من جملة مرداويج قائد جليل كان يتقلّد ماه البصرة وفاز بمال جليل وهرب إلى أرجان يقال له علىّ بن بويه وأنّه كتب إليه أنّه فى طاعة السلطان وهو يستأذن الوزير فى ورود الحضرة أو النفوذ إلى شيراز لينضمّ إلى ياقوت مولى أمير المؤمنين.
وفى هذه السنة صار أصحاب أبى طاهر القرمطى إلى نواحي توّج [1] وسينيز [2] فى مراكب وخرجوا منها إلى البلد. فلمّا بعدوا من المراكب أحرقها