ونقل علىّ بن يلبق المحبوسين فى دار السلطان إلى داره من والدة المقتدر وغيرها ومنع القاهر أرزاق حشمه وأكثر ما كان يقام له، وطالب علىّ بن يلبق القاهر أن يسلّم إليه ما بقي عنده من الفرش وأمتعة والدة المقتدر وابن الخال، فسلّم ذلك إليه وبيع وحصّل ثمنه فى بيت المال وأطلق للجند.
وباع أبو علىّ ابن مقلة من الضياع وأملاك السلطان لتمام [413] الصلة للبيعة بألفي ألف وأربعمائة ألف دينار مع ما باعه الكلوذانى أيّام خلافته إيّاه قبل قدومه من شيراز.
ومكثت والدة المقتدر عند والدة علىّ بن يلبق مكرّمة مرفّهة مدّة عشرة أيّام وماتت لستّ خلون من جمادى الآخرة لزيادة العلّة عليها ولما جرى عليها من مكاره القاهر فحملت إلى تربتها بالرصافة ودفنت فيها.
وفيها همّ علىّ بن يلبق والحسن بن هارون كاتبه بلعن معاوية بن أبى سفيان على المنابر فاضطربت العامّة من ذلك وتقدّم علىّ بن يلبق بالقبض على البربهارى [1] رئيس الحنبليّة فنذر به وهرب وقبض على جماعة من كبار أصحابه وجعلوا فى زورق مطبق وأحدروا إلى البصرة.
وفيها نفذت حيلة القاهر على مونس المظفّر وانعكس ما دبّره الوزير أبو علىّ ابن مقلة من القبض على القاهر حتّى قبض على مونس ويلبق وابنه وهرب أبو علىّ بن مقلة والحسن بن هارون.
لمّا ضيّق علىّ بن يلبق على القاهر وعومل بما ذكرناه أخذ القاهر فى