فقطعت أيديهم وأرجلهم وضربت أعناقهم كان يؤخذ الواحد فيبطح على وجهه فتقطع يمنى يديه ويحلّق بها إلى أسفل ليراها الناس، ثمّ رجله اليسرى ثمّ يده اليسرى ثمّ رجله اليمنى، ويحلّق بما يقطع إلى أسفل، ثمّ يقعد [41] فيمدّ رأسه فيضرب عنقه ويرمى برأسه وجثّته. وكانت جماعة قليلة من الأسرى يضجّون ويستغيثون ويزعمون أنّهم ليسوا من القرامطة.

ثمّ قدّم المدّثّر ففعل به ذلك ثمّ قدّم القرمطى فضرب مائتي سوط ثمّ قطعت يداه ورجلاه وكوى فغشى عليه ثمّ أخذ خشب فأضرمت عليه النار ووضع فى خواصره وبطنه فجعل يفتح عينيه ثمّ يغمضهما. فلمّا خافوا أن يموت ضربت عنقه. وانصرف القوّاد وأكثر النظّارة وأقام صاحب الشرطة إلى وقت العشاء الآخرة حتّى ضربت أعناق باقى الأسرى ثمّ انصرف.

فلمّا كان الغد حملت الرؤوس إلى الجسر، وصلب بدن القرمطى هناك، أعنى الجسر وحفرت لأجساد القتلى آبار إلى جانب الدكّة فطرحت فيها وطمّت، ثمّ هدمت الدكّة عليها.

ثمّ استأمن قوم من القرامطة إلى القاسم بن سيما خوفا من القاسم [1] فقتلوا وأجريت لهم الأرزاق. فلمّا أمنوا همّوا بالغدر فوضعت فيهم السيوف وقتلوا كلّهم. ثمّ ذلّوا وارتدع قوم من بنى العليص ولزموا أرض السماوة مدّة حتّى راسلهم الخبيث زكرويه وأعلمهم أنّ ممّا أوحى إليه أنّ المعروف بالشيخ وأخاه يقتلان، فإنّ إمامه الذي يوحى إليه يظهر [42] بعدهما ويظفر.

وفيها خلع المكتفي على محمّد بن سليمان كاتب الجيش وعلى جماعة من القوّاد منهم محمّد بن إسحاق بن كنداجيق وأبو الأغرّ خليفة ابن المبارك وابن كيغلغ وغيرهم وأمرهم بالسمع والطاعة لمحمّد بن سليمان فخرجوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015