وكان المعتضد لمّا امتنع من الكلام عند موته أمر صافيا الحرمي بقتل عمرو بالإشارة والإيماء، ووضع يده على عينه وعلى رقبته، أى: اذبح الأعور. فلم يفعل ذلك صافى لقرب وفاة المعتضد وكره قتله. فلمّا دخل المكتفي سأل القاسم بن عبيد الله عن عمرو:
- «أحيّ هو؟» قال: «نعم.» فسرّ بحياته وقال:
- «أريد أن أحسن إليه.» وكان عمرو يهدى إلى المكتفي ويبرّه برّا [25] كثيرا فأراد مكافأته. فكره القاسم ذلك، ودسّ إلى عمرو من قتله. [1] وفيها كان مقتل بدر غلام المعتضد.
كان سبب ذلك [2] أنّ القاسم بن عبيد الله كان همّ بنقل الخلافة عن ولد المعتضد- وناظر بدرا فى ذلك بعد أن استكتمه واستحلفه. فامتنع بدر وقال:
- «ما كنت لأصرفها عن ولد مولاي وولىّ نعمتي.» فلمّا علم القاسم ألّا سبيل له إلى مخالفة بدر- إذ كان بدر صاحب