ودخلت سنة ثلاث وثمانين ومائتين

وفيها شخص المعتضد بسبب هارون الشاري إلى ناحية الموصل فظفر به. ذكر هذا الظفر

وجّه الحسين بن حمدان بن حمدون فى خيل من الفرسان والرجّالة إليه.

فقال الحسين:

- «نعم يا أمير المؤمنين إن أنا جئت به فلي ثلاث حوائج يقضيها لى أمير المؤمنين.» فقال: «اذكرها.» قال: «أوّلها إطلاق أبى، وحاجتان أسألهما بعد مجيئي به [1] .» فقال المعتضد:

- «لك ذلك، فامض.» فقال الحسين:

- «أحتاج إلى ثلاثمائة فارس أنتخبهم أنا.» فمكّنه من ذلك وأنفذهم مع موشكير فقال:

- «أريد أن يأمره أمير المؤمنين ألّا يخالفني فيما آمره به.» فأمر المعتضد موشكير بذلك. فمضى الحسين حتّى انتهى إلى مخاضة فى دجلة فقدم إلى وصيف ومن معه بالوقوف على المخاضة وقال:

- «ليس لهارون طريق إن هرب غير هذا فلا تبرحنّ [574] من هذا الموضع حتّى يمرّ بك هارون أو أجيئك أنا أو يبلغك أنّى قد قتلت.»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015