وكان هذا التلّ انفرج عن شبه حوض من حجر فى لون المسنّ عليه كتاب لا يدرى ما هو. فأحضر أصحاب الأديان فلم يعرف أحد منهم الخطّ.
ولم يجر فيها ما يكتب.
كان سبب ذلك أنّ أبا الصقر أتلف ما فى بيوت أموال أبى أحمد، حتّى لم يبق فيها شيء، بالهبات والصلات العظام التي كان يجيز بها القوّاد، والخلع التي يخلعها عليهم. فاستدعى وصيفا هذا ليكون عدّة له إن طالبه أبو أحمد، وكان اصطنع وصيفا وأجازه بجوائز كثيرة [556] وأدرّ على أصحابه أرزاقهم.
ولما نفد ما فى بيوت الأموال طالب أرباب الضياع بخراج سنة مبهمة عن أرضهم، وحبس بذلك جماعة وكان الذي يتولّى له ذلك المعروف بالزغل [1] .
فعسف الناس وقدم الموفّق قبل أن يسنتظف [2] أداء ذلك، فشغل عنه بقدومه.
وانصرف أبو أحمد من الجبل إلى العراق، فاشتدّ به وجع النقرس حتّى لم يقدر على الركوب. فاتّخذ له سرير عليه قبّة، فكان يقعد فيه ويجلس معه