ثمّ إنّه طمع فى المعاودة.
فأمره لصاحبه أن يسلك [538] فى مواضع غامضة إلى أن يوافى القندل والبرشان. [1] ففعل ذلك فوقع على سميريّة فيها طعام فقصدها بهبوذ فحاربه أهلها فأصابته طعنه فى بطنه هلك منها. فعظمت فجيعة الخبيث وأحضر الموفّق الغلام فوصله وطوّقه وزاد فى أرزاقه، وأمر لمن كان معه فى سميرية بجوائز وصلات.
ولمّا قتل بهبوذ طمع صاحبه فى كنوزه وأمواله وكان قد صحّ عنده موضع مائتي ألف دينار وجواهر وضياعات ذهب لها قدر. فطلب أمواله وذخائره وحبس أولياءه وأصحابه وضربهم بالسياط وأباد دورا له وهدم أبنية من أبنيته طمعا فى شيء يجده من دفائنه. فكان ذلك أحد ما أفسد قلوب أتباعه ودعاهم إلى الهرب [2] منه والزهد فى صحبته.
فأمر أبو أحمد بالنداء فى أصحاب بهبوذ بالأمان فسارعوا إليه ووصلهم.
ورأى أبو أحمد أنّ هدم السور الذي يفضى إلى الخبيث قد امتنع عليه فأزمع أن يباشره بنفسه ليكون ذلك أدعى إلى جدّه أصحابه. فباشر الحرب حتّى وصل إلى السور [539] وأحرق قناطر كانت تحول بين أصحابه وبين السور ويعتصم بها الزنج، واستظهر ذلك اليوم.
فبينا هو فى جدّه وتشميره وقد ولج أصحابه السور وهدموا المسجد