قلت: «شأنك، جعلني الله فداءك.» قال: فدعا برطل فشربه، ثمّ أمر فسقيت مثله.

قال: فابتدأت أغنّيه من غير أن يسألنى لعلمي بسوء خلقه، فغنّيت ما كنت أعلم أنّه يحبّه فقال لى:

- «ما تقول فيمن يضرب عليك؟» فقلت: «ما أحوجنى إلى ذلك.» فدعا بجارية متقدّمة عنده يقال [111] لها: ضعف، فتطيّرت من اسمها ونحن فى تلك الحال التي هو عليها. فلمّا صارت بين يديه قال [1] لها:

- «تغنّى.» فغنّت بشعر النابغة الجعدي:

ليب لعمري كان أكثر ناصرا ... وأيسر جرما منك ضرّج بالدّم

قال: فاشتدّ عليه ما غنّت به وتطيّر منه فقال لها:

- «غنّى غير هذا.» فغنّت:

أبكى فراقهم عيني فأرّقها ... إنّ التّفرّق للأحباب بكّاء

ما زال بعدو عليهم ريب دهرهم ... حتّى تناءوا [2] وريب الدّهر عدّاء

فقال لها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015