الرحمان إلى طاهر فى الأمان كان يرى طاهرا وأصحابه أنّه مسالم لهم راض بعهودهم.
ثمّ اغترّهم وهم آمنون. فركب فى أصحابه ولم يشعر طاهر وأصحابه حتّى هجموا عليهم [1] [73] فوضعوا فيهم السيوف والنشّاب فثبت لهم رجّالة طاهر بالتراس والسيوف، وجثوا على الركب فقاتلوه كأشدّ ما يكون من القتال. ولم تزل الرجّالة تدافعهم إلى أن أخذت الفرسان عدّتها وصدقوهم القتال. فاقتتلوا قتالا منكرا حتّى تكسّرت السيوف وتقصّفت الرماح وهرب معظم أصحاب عبد الرحمن فترجّل هو فى ناس من أصحابه فقاتل حتّى قتل وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة، واستبيح عسكره، وانتهى من أفلت من أصحابه إلى عسكر عبد الله وأحمد ابني الحرشي. فدخلهم الوهن والفشل وامتلأت قلوبهم خوفا ورعبا. فولّوا منهزمين لا يلوون على شيء حتّى صاروا إلى بغداد.
وأقبل طاهر قد خلت له البلاد يحوز بلدة بلدة وكورة كورة، حتّى نزل بقرية من قرى حلوان يقال لها: شلاشان، فخندق بها وحصّن عسكره. [2]