فبكى هارون حتّى أشار الفضل إلى ابن السمّاك بالانصراف، فانصرف.

وذكر بعضهم أنّهم كانوا مع الرشيد بالرقّة، فخرج يوما إلى الصيد، فعرض له رجل من النسّاك، فقال:

- «يا هارون اتق الله.» فقال لإبراهيم بن عثمان بن نهيك:

- «خذ هذا الرجل إليك حتّى أنصرف.» فلمّا رجع دعا بغذائه، ثمّ أمر أن يطعم [21] الرجل من خاصّ طعامه.

فلمّا أكل وشرب دعا به فقال:

- «يا هذا أنصفنى فى المخاطبة والمسألة.» قال: «ذاك أقلّ ما تحبّ.» قال: «فأخبرنى أنا شرّ وأخبث أم فرعون؟» قال: «بل فرعون.» قال، قال:

- «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى [1] .» 79: 24 وقال: «ما عَلِمْتُ لَكُمْ من إِلهٍ غَيْرِي [2] .» 28: 38 قال: «صدقت.» قال: «فأخبرني، فمن خير، أنت [3] أم موسى بن عمران؟» قال: «موسى بن عمران كليم الله وصفيّه اصطنعه لنفسه وائتمنه على خلقه.»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015