قال: «لم تردّ علىّ السلام، أنصف نصفة العوامّ. [1] » قال: «السلام عليكم اقتداء بالسنّة وإيثارا للعدل واستعمالا للتحيّة.» ثمّ التفت نحو سليمان بن أبى جعفر فقال وهو يخاطب بكلامه عبد الملك:

[579]

أريد حباءه ويريد قتلى ... عذيرك من خليلك من مراد [2]

ثمّ قال: «أمّا والله لكأنّى أنظر إلى شؤبوبها وقد همع، وعارضها وقد لمع، وكأنّى بالوعيد قد أورى نارا تستطع، فأقلع عن براجم بلا معاصم، ورؤوس بلا غلاصم، فمهلا مهلا فبي سهل لكم الوعر، وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أثناء أزمّتها، ونذار لكم نذار قبل حلول داهية خبوط باليد، لبوط بالرّجل.» فقال عبد الملك:

- «اتّق الله يا أمير المؤمنين فيما ولّاك، وفى رعيّته التي استرعاك، ولا تجعل الكفر مكان الشكر، ولا العقاب موضع الثواب، فقد نخلت لك النصيحة، ومحضت لك الطاعة، وسددت أواخى ملكك بأثقل من ركني يلملم، وتركت عدوّك مشغولا بنفسه. فالله الله فى ذى رحمك أن تقطعه بعد أن بللته بظنّ أفصح الكتاب لى بغضه [3] أو ببغى باغ ينهس [4] اللحم، ويالغ الدمّ فقد والله سهّلت لك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015