المؤمنين، فإذا اطمأنّ به مجلسه نازعته نجّى [1] السّرار. معظّما لقرابته، عارفا بحقّه. فهو سنّ البيتين ونابهم وابن شيخ آل أبى العاص وحرب وغرّتهم.
- «وبالله يقسم أمير المؤمنين لولا ما تقدّم من حرمتك، وما يكره من شماتة عدوّك بك، لوضع ما رفع من قدرك، حتى [يردّك إلى حال [2]] تفقد بها أهل الحوائج بعراقك، وتزاحم المواكب ببابك، وما أقربنى من أن أجعلك تابعا لمن كان لك تبعا.
- «فانهض على أىّ حال ألفاك رسول أمير المؤمنين وكتابه من ليل أو نهار ماشيا على [116] قدميك بمن معك من حولك، حتّى تقف بباب ابن عمرو صاغرا مستأذنا عليه، متنصّلا إليه، إذن لك أو منعك، فإن حرّكته عواطف رحمه [3] احتملك، وإن احتملته [4] حميّته وأنفته من دخولك عليه، فقف ببابه حولا غير متحلحل ولا زائل، ثمّ أمرك إليه بعد: عزل أو ولّى، انتصر أو عفا.
- «فلعنك الله من متّكل عليه بالثّقة، ما أكثر هفواتك، وأقذع لأهل الشّرف ألفاظك الّتى لا تزال تبلغ أمير المؤمنين من إقدامك بها على من هو أولى بما أنت فيه من ولاية مصرى العراق وأقدم وأقوم، وقد كتب أمير المؤمنين إلى ابن عمّه بما كتب به إليك من إنكاره عليك ليرى فى العفو عنك والسّخط عليك رأيه، مفّوضا