فأمر بالرّحيل وقال:

- «لا حاجة لنا فى المتخلّفين [1] .» ثمّ جعل على مقدّمته سالم بن منصور تفألا باسمه. فلقى ثلاثمائة من التّرك طليعة لخاقان. فأسر [2] قائدهم وسبعة معه وهرب بقيّتهم، فأتى به أسدا، فبكى التّركىّ. فقال أسد:

- «ما يبكيك؟» فقال:

- «لست أبكى لنفسي، وإنّما أبكى لهلاك خاقان.» قال:

- «وكيف؟» قال:

- «لأنّه فرّق خيله فى ما بينه وبين مرو.» وسار أسد حتّى إذا شارف العين الحارّة استقبله بشر بن رزين، فقال:

- «ما وراءك؟» قال:

- «إن لم تلحقنا [3] غلبنا على مدينتنا.» فقال:

- «قل للمقدام بن عبد الرّحمن يطاول نزّ رمحي [4] .» وسار فنزل مدينة [99] الجوزجان وقد استباحها خاقان. فأتاه المقدام بن عبد الرّحمن فى مقاتلته وأهل الجوزجان، وانصرفت طلائع الخاقان إليه، فأخبرته أنّ رهجا ساطعا من قبل بلخ طلع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015