- «القتل بالسّيف أمثل من القتل بالنّار. إنّ طريق المحترقة فيه الشّجر والحشيش، ولم يزرع منذ سنتين، فقد تراكم بعضه على بعض، فإن لقيت خاقان، أحرق ذلك كلّه، فقتلنا بالنّار والدّخان، ولكن خذ طريق العقبة، فهو بيننا وبينهم سواء.» فأخذ الجنيد طريق العقبة، فارتقى فى الجبل [1] . فأخذ المجشّر بعنان دابّته وقال:
- «إنّه كان يقال: إنّ رجلا من قيس مترفا يهلك على يده جند من جنود خراسان، وقد خفنا أن تكونه.» قال: «أفرخ روعك [2] .» فقال المجشّر: «أمّا ما كان بيننا مثلك فلا يفرح.» فبات فى أصل العقبة، ثمّ ارتحل حتّى. أصبح، فصار [60] الجنيد بين مرتحل ومقيم، فتلقّاه فارس. فقال له:
- «ما اسمك؟» قال:
- «حرب.» قال:
- «ابن من؟» قال:
- «ابن محرب.» قال:
- «ممّن؟» قال:
- «من بنى حنظلة.» قال: