ولحق غورك فى تلك الوقعة بالتّرك. فيقال: إنّه وقع وسط خيل، فلم يجد بدّا من اللحاق بهم. ويقال: إنّ أشرس كان أرسل إلى غورك يطلب منه طاسا كان عنده. فقال غورك [1] لرسول [2] أشرس:

- «إنّه لم يبق معى شيء أتدهّن [3] به غير هذا الطّاس. فاصفح عنه.» فأرسل إليه:

- «اشرب فى قرعة، وابعث إلىّ بالطّاس.» فكان ذلك سبب فراقه.

فيقال: إنّ أشرس نزل قريبا من مدينة بخارى، ثمّ تحوّل منه إلى كمرجة [4] ، وكانت كمرجة من أشرف آجام خراسان وأعظمها. فمرّ بهم سبّابة [5] مولى قيس وقال:

- «إنّى قصدتكم للنّصيحة. إنّ خاقان مارّ بكم غد، فأرى لكم أن تظهروا عدّتكم ليرى حدّا واحتشادا فينقطع طمعه منكم.» فقال لهم رجل:

- «استوثقوا منه، فإنّه جاءكم ليفت فى أعضادكم.» [45] قالوا:

- «لا تفعل هذا مولانا، وقد عرفناه بالنّصيحة.» فلم يقبلوا منه، وفعلوا ما أمرهم به المولى. وصبّحهم خاقان، فلمّا حاذى بهم ارتفع إلى طريق بخارى، كأنّه يريدها، فانحدر بجنوده من وراء تلّ بينه

و

طور بواسطة نورين ميديا © 2015