الضرّاء، وارفع عنهم السرّاء.» فشتم النّاس جهرا وشتموه سرّا.
وكان استخلف حين خرج إلى التّرك ثابت قطنة، وكان خطيبا شاعرا. فلمّا خطب الناس حصر فقال:
- «من يطع الله ورسوله فقد ضلّ!» وأرتج عليه، فلم ينطق بكلمة. فلمّا نزل عن المنبر قال:
فإلّا أكن فيكم خطيبا فإنّنى ... بسيفي، إذا جدّ الوغى لخطيب [28]
فقيل له:
- «لو قلت هذا على المنبر كنت خطيبا.» فهجاه حاجب الفيل، وكان يهاجيه، فقال:
أبا العلاء، لقد لاقيت معضلة ... يوم العروبة من كرب وتخنيق
لمّا [1] رمتك عيون النّاس ضاحية ... أنشأت تجرض، لمّا قمت، بالرّيق
تلوى اللسان إذا رمت الكلام به ... كما هوى زلق من شاهق النّيق
وقال أيضا:
تقضى الأمور، وبكر غير شاهدة ... بين المجاذيف والسّكان مشغول
ما يعرف النّاس منه غير قطنته [2] ... وما سواها من الآباء مجهول