وكان شاعرا، فقال:
فلست [1] لعامر إن لم تروني ... أمام الخيل أطعن بالعوالي
وأضرب هامة الجبّار منهم ... بعضب الحدّ حودث بالصقال
فما أنا فى الحروب بمستكين ... ولا أخشى مصاولة الرجال
أبى لى والدي من كلّ ذمّ ... وخالي فى الحوادث غير خال
إذا خطرت أمامى حىّ كعب ... وزافت كالجبال بنو هلال
وكانت السغد قد أعانت الترك أيّام خدينة. فلمّا وليهم الحرشىّ خافوا [592] على أنفسهم. فأجمع عظماؤهم على الخروج من بلادهم، فقال لهم ملكهم:
- «لا تفعلوا، أقيموا واحملوا إليه خراج ما مضى، واضمنوا له خراج ما تستقبلون، واضمنوا له عمارة أرضكم، والغزو معه، إن أراد ذلك، واعتذروا إليه ممّا كان منكم، وأعطوه رهائن تكون فى يديه.» قالوا:
- «لا نفعل، فإنّه لا يرضى ولا يقبل ذلك منّا. ولكنّا نأتى خجندة فنستجير بملكها ونرسل إلى الأمير فنسأله الصفح عما كان منه ونوثق له ألّا يرى منّا أمرا يكرهه.» فقال:
- «أنا رجل منكم، وما أشرت به فهو خير لكم.» فأبوا وخرجوا إلى خجندة، وخرج كارزنج [2] ، وكشر [3] ، وشاركث [4] ، وثابت