بالقصر، وفيه مائة أهل بيت بذراريّهم، وعلى سمرقند عثمان بن عبد الله، وخافوا من الترك، وأشفقوا أن يبطئ عنهم المدد. فصالحوا الترك على أربعين ألفا وأعطوهم من الرجال سبعة عشر نفسا رهينة، وندب عثمان بن عبد الله بن مطرّف الشخّير الناس، فانتدب المسيّب بن بشر الرياحىّ وانتدب معه أربعة آلاف من جميع القبائل، فقال شعبة بن ظهير:

- «لو كان هاهنا خيول خراسان بأميرهم ما وصلوا إلى إغاثتهم [1] .» وكان فى من انتدب شعبة بن ظهير وجماعة من الرؤساء، فقال لهم المسيّب بن بشر لمّا عسكروا:

- «إنّكم تقدمون على حلبة الترك وهي حلبة خاقان، والعوض إن صبرتم الجنّة، والعقاب إن فررتم النار، فمن أراد الصبر فليقدم.» فانصرف عنه ألف وثلاثمائة، وسار فى الباقين. فلمّا سار قليلا أقبل على الناس وقال مثل [582] مقالته الأولى، فاعتزل ألف. ثمّ قال بعد ما سار فرسخا مثل ذلك فاعتزل ألف آخر، وسار فى سبعمائة، حتّى إذا كان على فرسخين من القوم نزل.

فأتاهم من [2] ترك خاقان ملك قىّ [3] ، فقال:

- «إنّه لم يبق هاهنا دهقان إلّا وقد تابع [4] الترك غيرى وأنا فى ثلاثمائة مقاتل، فهم معك. وعندي الخبر أنّ القوم قد كانوا صالحوا على أربعين ألفا وأعطوهم سبعة عشر رجلا يكونون فى أيديهم رهنا. فلمّا بلغهم مسيركم إليهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015