مَا ذكره فِي الْأَشْعَرِيّ للعنَاد فَمن تَأمل مَا ذكره بِعَين الانتقاد تبين لَهُ وَجه الْكَذِب فِيهِ وَالْفساد وإنَّا بِمَشِيئَة اللَّه وَحسن معونته أنقض مَا ذكره وأوضح كذبه فِيهِ لمن تَأمله بِعَين الْإِنْصَاف وتدبره
فَأَما قَوْله إِن انتماء أَبِي الْحسن إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ لَيْسَ بنَافعه فِي دينه لِأَن الْأَنْبِيَاء وَالصديقين ولدُوا الْكفَّار والمنَافقين
فلعمري إِن مُجَرّد الانتساب لَا ينفع إِذَا عري المنتسب عَن فعل الْخَيْر والاكتساب وَهَذَا مِمَّا لَا يدْفع إِلَّا أَن الأَصْل إِذَا طَابَ وسما زكى الْفَرْع الْمَنْسُوب إِلَيْهِ ونما لَا سِيمَا إِذَا كَانَ الْفَرْع طيبا فِي نَفسه مُمَيّزا بِالصِّفَاتِ الحميدة عَن أبنَاء جنسه مشهودا لَهُ بالزكاء فِي نبته وغرسه مَشْهُورا بِحسن فهمه وَصِحَّة حسه وَقد سبق ذكر مَا عرف من علم أَبِي الْحسن وَدينه وَسلف وَصفه بِقُوَّة إيمَانه وَشدَّة