عَن تَحْرِير أدلتها وتقويم حجتها وعللها كَمَا أَنهم كَانُوا يعْرفُونَ تَفْسِير الْقُرْآن ومعاني الشّعْر وَالْبَيَان وترتيب النَّحْو وَالْعرُوض وفتاوى النَّوَافِل والفروض من غير تَحْرِير الْعلَّة وَلَا تَقْوِيم الْأَدِلَّة ثمَّ لما انقرضت أيامهم وتغيرت طباع من بعدهمْ وَكَلَامهم وخالطهم من غير جنسهم وَطَالَ بالسلف الصَّالح وَالْعرب العرباء عَهدهم أشكل عَلَيْهِم تَفْسِير الْقُرْآن ومرن عَلَيْهِم غلط اللِّسَان وَكثر المخالفون فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع واضطروا إِلَى جمع الْعرُوض والنحو وتمييز الْمَرَاسِيل من المسانيد والآحاد عَن التَّوَاتُر وصنفوا التَّفْسِير وَالتَّعْلِيق وبينوا التدقيق وَالتَّحْقِيق وَلم يقل قَائِل إِن هَذِهِ كلهَا بدع ظَهرت أَو أَنَّهَا محالات جمعت ودونت بل هُوَ الشَّرْع الصَّحِيح والرأي الصَّرِيح وَكَذَلِكَ هَذِهِ الطَّائِفَة كثر اللَّه عَددهمْ وَقَوي عَددهمْ بل هَذِهِ الْعُلُوم أولى بجمعها لحُرْمَة معلومها فَإِن مَرَاتِب الْعُلُوم تترتب على حسب معلوماتها والصنَائع تكرم على قدر مصنوعاتها فَهِيَ من فَرَائض الْأَعْيَان وَغَيرهَا إِمَّا من فَرَائض الكفايات أَو كالمندوب وَالْمُسْتَحب فَإِن من جهل صفة من صِفَات معلومه لم يعرف الْمَعْلُوم على مَا هُوَ بِهِ وَمن لم يعرف الْبَارِي سُبْحَانَهُ على مَا هُوَ بِهِ لم يسْتَحق اسْم الْإِيمَان وَلَا الْخُرُوج يَوْم الْقِيَامَة من النيرَان

أَخْبَرَنَا الشَّيْخ أَبُو الْقسم عَبْد الرَّحْمَنِ بن الْحَسَنِ بن أَحْمَدَ الْجِرْجَانِيّ الصُّوفِي الْمَعْرُوف بالشعر بِنَيْسَابُورَ قَالَ سَمِعت أَبَا الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الْمَدِينِيّ يَقُول سَمِعت الإِمَام أَبَا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بن يُوسُفَ الْجُوَيْنِيّ يَقُول رَأَيْت إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي المنَام فَأَهْوَيْت لِأَن أقبل رجلَيْهِ فَمَنَعَنِي من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015