طلبوا منه أن يجعل بينهم وبين القوم المفسدين سدا، أما هو فقد وعد بأن يجعل بينهم ردمًا: «والردم هو الحاجز الحصين، والحجاب المتين وهو أكبر من السد وأوثق، فوعدهم بفوق ما يرجون» (?).

إن قول الله تعالى: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 95] فيه معلم بارز في تضافر الجهود وتوحيد الطاقات والقدرات والقوى.

لقد استطاع ذو القرنين أن يفجر طاقات المستضعفين ووجههم نحو التكامل، لتحقيق الخير والغايات المنشودة.

إن المجتمعات البشرية غنية بالطاقات المتعددة في المجالات المتنوعة في ساحات الفكر والمال والتخطيط والتنظيم، والقوى المادية ويأتي دور القيادة الربانية في الأمة لتربط بين كل الخيوط والخطوط والتنسيق بين المواهب والطاقات وتتجه بها نحو الأمة ورفعتها.

إن أمتنا الإسلامية مليئة بالمواهب الضائعة والطاقات المعطلة، والأموال المهدورة والأوقات المبددة، والشباب الحيارى، وهي تنتظر من قياداتها في كل الأقطار والدول والبلدان لكي تأخذ بقاعدة ذي القرنين في الجمع والتنسيق والتعاون ومحاربة الجهل والكسل والتخلف (?) {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ".

لقد كان ذو القرنين يستخدم جيوشه وقوته كوسيلة من وسائل الدعوة ونشر العدل بين الناس ورفع الظلم عنهم، ومحاربة أهل الفساد.

هذه أهم ثمرات إقامة الجهاد في سبيل الله تعالى.

إن الجهاد في هذه الأمة ماض إلى يوم القيامة، ولا مكانة لهذه الأمة بدون الجهاد، فهو روحها، وفي وجوده حياتها، وتاريخ الأمة الإسلامية خير شاهد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015