الأطلسي غربا وأخذت جيوش الإسلام تدك معاقل النصرانية في أوروبا وبسطت نفوذها على بلدان كثيرة منها» (?).
2 - دخول الناس في دين الله أفواجا:
إن أهل الباطل يستهينون بأهل الحق ويستضعفونهم ما لم يكونوا أعزة، والتاريخ يشهد على أن الناس يحترمون الحق الذي تحرسه القوة، وعندما يكون أهل الحق أعزة يدخل الناس في دين الله أفواجا، فعندما أسس - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دولة الإسلام واكتملت لها المقومات اللازمة وشرعت في بعث السرايا، والقيام بالغزوات ضد أعداء الإسلام ووقعت بينهم وبين المسلمين معارك كان الانتصار في الغالب للمسلمين على المشركين, وبلغت قوة المسلمين ذروتها عندما وقع الصلح بينهم وبين المشركين في الحديبية حيث اعترف أهل الكفر بدولة تعقد المعاهدات وتفاوض وتصالح, وكثر الداخلون في الإسلام، وعندما نقضت قريش الصلح غزا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة وفتحها ودخلها مظفرا فماذا كان بعد هذا الفتح المبين؟ (?).
قال محمد بن إسحاق: [ولما افتتح الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة وفرغ من تبوك وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه. قال ابن هشام: «حدثني أبو عبيدة أن ذلك في سنة تسع وأنها كانت تسمى الوفود، قال ابن إسحاق: وإنما كانت العرب تربص بإسلامها أمر هذا الحي من قريش لأن قريشا كانوا إمام الناس وهاديتهم وأهل البيت والحرم وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم, وقادة العرب لا ينكرون ذلك، وكانت قريش هي التي نصبت الحرب لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخلافه, فلما افتتحت مكة ودانت له قريش ودخولها الإسلام عرفت العرب أنهم لا طاقة لهم بحرب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا عداوته فدخلوا في دين الله -كما قال عز وجل- أفواجا يضربون إليه من كل وجه» (?).