أن ينشر العدو الظلم بين رعاياها، ولو كانوا كفارًا - لأن الله سبحانه حرم على عباده الظلم، والعدل في الأرض واجب لكل الناس، وإذا لم يدفع المسلمون الظلم عن المظلومين أثموا لأنهم مأمورون بالجهاد في الأرض لإحقاق الحق وإبطال الباطل, ونشر العدل والقضاء على الظلم, ولا فلاح لهم إلا بذلك وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما كانوا خير أمة أخرجت للناس إلا بذلك كما قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: 110] , وقال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].

ومن العدل كف الظلم عن المظلوم الكافر الذي يبغضه المسلم لكفره، قال السرخسي - رحمه الله -: «وإن كان - يقصد أحد ملوك أهل الحرب - طلب الذمة على أن يترك يحكم في أهل مملكته بما شاء من قتل أو صلب أو غيره بما لا يصلح في دار الإسلام لم يجب إلى ذلك، لأن التقرير على الظلم مع إمكان المنع منه حرام» (?).

إن من واجب الدولة المسلمة أن تجاهد في سبيل الله للقضاء على الظلم والظالمين (?).

- الوقوف ضد الدعاة إلى الله ومنعهم من تبليغ دعوة الله، إن المسلمين مفروض عليهم من قبل المولى عز وجل أن يبلغوا رسالات الله للناس كافة، كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].

وأعداء الله يصدون أولياءه عن تبليغ عباده دعوته ولا يتركون لهم سبيلا إلى الناس, كما لا يأذنون للدعاة أن يسمعوا الدعوة إلى الله للناس، ويضعون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015