تنفك عنه، ولا ينفك عنها، قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج: 41].

وفي هذه الآية النص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من صميم ما أمر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - به (?).

إن القرآن الكريم إذا تدبره المؤمنون وتفقهوا فيه رأوا حكما وسننا تعين من أخذ بها للوصول إلى غايته النبيلة، ولا شك أن مرحلة التمكين وإن كانت قمة المراحل إلا أنها ليست آخر المراحل, فبعدها استمرار التمكين والمحافظة عليه، وإن من وراء التمكين أمورًا عظيمة وأهوالاً جسيمة ومسئوليات كبرى أمام التحديات الضخمة والأعداء المتكالبين. ولابد من استمرار الدعاة إلى الله بواجبات مراحل التعريف والإعداد والمغالبة والتمكين إلى قيام الساعة، ويوم يعدل الدعاة عن هذا العمل الموازي لمرحلة التمكين، فعندئذ يحدث التراجع والانتكاس وتنشأ الأجيال الجديدة فلا تجد من يعرِّفها، ولا من يربيها ولا من يفقهها ويعلمها ويقودها.

إن بعض الناس قد يرون هذه المرحلة بعيدة المنال.

وإن بعضهم ليراها مستحيلة التحقيق.

وإن بعضهم ليراها قريبة جدا.

أما الذين يرونها بعيدة المنال، فهم على صواب طالما بقي المسلمون غير محققين لشروط التمكين، لأن التمكين لدين الله في الأرض حقيقة قرآنية ثابتة، إذا توافرت

لها شروطها (?).

إن التمكين لدين الله في الأرض مطلب عزيز دعا إليه الدين، وعمل صالح يؤجر عليه فاعله أعظم الثواب، وليس العمل لتمكين دين الله في الأرض عسيرا، أو فوق مستوى طاقة المسلمين، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، بل ممكن وفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015