هـ- أنها ظاهرة إلى قيام الساعة:
وقد وصفت الأحاديث النبوية الكريمة هذه الطائفة بكونها ظاهرة على الحق إلى يوم القيامة, وكلمة الظهور تشتمل على عدة معان فيما يبدو:
1 - بمعنى الوضوح والبيان، وعدم الاستتار، فهم معروفون بارزون مستعلون.
وهذا - في الجملة - وصف صحيح لهذه الطائفة، لأن تصديقها للدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد وإقامة الحجة، يعني أنها ظاهرة، مشهورة, ولها مؤسساتها وأجهزتها ووسائلها المعروفة، وقيام هذه الطائفة بواجب البلاغ والدعوة، وحرب المنكر، وقتال الأعداء، يقتضي أن تكون ظاهرة غير مستترة، حريصة على التبليغ لصوت الحق لكل مسلم، بل ولكل إنسان وإن كان هذا لا يمنع أن يستخفي بعض أفرادها بإسلامهم, أو بدعوتهم لملابسات خاصة في مكان معين، وزمان معين، فالعبرة بالطائفة جملة، لا ببعض أجزائها، أو بعض أفرادها، والعبرة بالحال العام المستمر الثابت، لا بالحال المؤقت الطارئ.
2 - ثباتهم على ما هم عليه من الحق والدين، والاستقامة، والقيام بأمر الله، وجهاد أعدائه، بحيث لا يثنيهم عن ذلك شيء من العقبات والعوائق والمثبطات، وغلبتهم بالحجة والبيان وسيطرة منطقهم على العقول والقلوب، لما يعتمد عليه الحق الصريح المقتبس من الكتاب والسنة، وهذا يدعو إلى اتباعهم وموافقتهم، فالحق غلاب والباطل خلاب، وكلما كانت هذه الطائفة أوسع علما، وأعظم فهما للوحي، وأكثر إدراكا لثقافة عصرها، وأقدر على التعبير عن منهجها، كانت حجتها أغلب، وطريقتها أصوب (?).
3 - الظهور بمعنى الغلبة، وقد دلت النصوص على هذا المعنى أوضح دلالة، فقد وصفوا في الأحاديث بكونهم ظاهرين، ولا شك أن الظهور يأتي كثيرا بمعنى