المبحث الثالث مرحلة المغالبة

المبحث الثالث

مرحلة المغالبة

إن من أهم المراحل في العمل الإسلامي هي هذه المرحلة، حيث هي مرحلة التركيز والتخصص، لسد ثغرات العمل الإسلامي كله، من حيث الكم ومن حيث النوع ومن حيث الاستجابة لكل متطلبات الدعوة وأعبائها في كل مراحلها، كما أن هذه المرحلة يعقبها التمكين لدين الله بإذنه سبحانه وتعالى، إن أجمع تعريف لهذه المرحلة: أنها مرحلة المؤمنين، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأعدوا للعمل الإسلامي ما يحتاج إليه من حكمة وقوة، إنها مرحلة المجاهدين في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العلياء (?).

إن أفراد هذه المرحلة اكتسبوا من المعارف والخبرات والتجارب والعلوم النافعة حتى وصلوا إلى النضج السليم، ولاشك أن لكل مرحلة من مراحل الدعوة الإسلامية أولويات تقدم على غيرها، ومن أهم هذه الأولويات أن يكون على رأس هذه المرحلة فقهاء وعلماء قد بلغوا درجة النظر في الدين وفي معرفة كيف تسعى لتحكيم شرع الله، إن العلماء هم: هداة الناس الذين لا يخلو زمان منهم حتى يأتي أمر الله, فهم رأس الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة, يقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم، أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» (?).

ومن الأولويات في هذه المرحلة:

الاهتمام بالأفراد المتخصصين القادرين على سد ثغرات العمل الإسلامي في كل مجالاته، بمعنى أن يختار من أفراد هذه المرحلة مجموعات تتخصص في دراسة المجالات التي لابد منها في تكوين الدول ليصبحوا علماء متخصصين في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015